تحرير هيا الخلف
مسجد قباء هو أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بني في الإسلام، قباء هذه ضاحية من ضواحي المدينة المنورة، تقع في الجهة الجنوبية الغربية الموالية لمكة، على طريقها المسمى طريق الهجرة. وهو الطريق الذي سلكه النبي محمد عندما خرج من مكة، واتجه صوب المدينة مهاجراً إليها وبرفقته أبو بكر الصديق.
وقد كان جمهور الأنصار من أهل المدينة قد تلقوا رسول الله بظاهر المدينة في الحرة فرحين به مسلمين عليه وعلى صاحبه، فعدل الرسول ذات اليمين حتى نزل بقباء،وكان بناء مسجد قباء مكان مبرك الناقة في مسجد قباء؛ فاختاره موقعاً لبناء المسجد في المكان الذي بركت فيه ناقته، والنبي -عليه الصّلاة والسّلام- أول من وضع حجراً في قبلته، ثمّ جاء أبوبكرٍالصدّيق -رضي الله عنه- ووضع حجراً آخر،
ثمّ فعل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- كما فعل أبو بكر، فشرع النّاس بعدهم في البناء والفرحة تغمرهم حتى أكملوا بناء المسجد وهو أيضًا أكبر مساجد المدينة بعد المسجد النبوي الشريف.
وسمي مسجد قباء بذلك لأن أصله اسم بئر وعرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف، وسمى المسجد بمسجد قباء لأن النبي محمد في طريقه إلى المدينة مرَّ على ديار بني عمرو بن عوف وبنى بها مسجداً فسمي مسجد قباء,
ويقع هذا المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5/3 كيلومترات، وله محراب ومنارة، ومنبر رخامي.
وقد مر مسجد قباء بالعديد من التوسعات منذ بناءة وكانت اول توسعه لمسجد قباء في عهد الخلافة الراشدة لما كانت خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، قام بتجديد مسجد قباء، وزاد فيه وحسنه، وذلك أسوة بما فعله بالمسجد النبوي الشريف، إلا أنه لم يخرجه عن صورته البسيطة التي كان عليها المسجد في بنائه الأول من قِبل الرسول.
وتليها التوسعة الثانية في العهد الأموي على يد عمر بن عبد العزيز الذي تولى إمارتها في الفترة (87 هـ ـ 93 هـ) بأن يجدد بناء مسجد قباء وأن يعتني به، فقام عمر بن عبد العزيز بتنفيذ تلك التعليمات، وأتم تنميق المسجد وتوسعته، وهو أول من شيد له مئذنة، وجعل له رحبة وأروقة حول صحن المسجد تقوم على أعمدة حجرية .
وتلاها توسيعات متفرقة على يد الاشراف والدولة العثمانية وأضافوا إليه محراباً جديداً صنع من الرخام.
وتلاها التجديد في العهد السعودي في عام 1388 هـ وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، جدد بناء مسجد قباء تجديداً قيماً وبخاصة في جدرانه الخارجية، وتم زيادة رواقه من الناحية الشمالية الموالية لجهة المدينة المنورة مع مدخل خاص للنساء، وأدخلت المئذنة في نطاق المسجد بعد أن كانت منفصلة عنه في الركن الشمالي الغربي، فأصبح بعد ذلك مربع الشكل، طوله وعرضه 40 متر.
واخر توسعة مربها المسجد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز وكانت توسعة تاريخية وقد تم توسعة المسجد ليستوعب عشرين ألف مصل فأصبح مسجد قباء بعد التوسعة مستطيل الشكل بعد أن كان مربع الشكل،
وقد روعي في تصميم المسجد أن يكون به فناء داخلي يتوسط المسجد تفتح عليه جميع المداخل، وخصص الجزء الشمالي منه ليكون مصلىً للنساء بمداخل منفصلة عن مداخل الرجال، وهو من دورين حتى يتسع لأكبر عدد من مرتادات المسجد للصلاة فيه وأصبح يتسع لحوالي 7000 مصلية من النساء.