سكة حديد الحجاز

^{تحرير منار الحربي} 

قبل القطار كان الزمن المستغرق للوصول من إسطنبول إلى مكة أو المدينة عبر القوافل يتراوح مابين شهرين ونصف إلى ثلاثة أشهر و كان الحجاج يواجهون مصاعب و متاعب كثيرة أثناء تأدية فريضة الحج و أداء العمرة، فظهرت الرغبة لتيسير سفر الحجاج و توفير سبل الراحة لهم بدون أدنى ضرر. 

في عام ١٩٠٠ أستطاع السلطان عبدالحميد التغلب على العائق المادي بعزمه وبمعاونة مسلمين العالم من خلال جمع التبرعات من جميع أقطار العالم الإسلامي قام بتوفير ميزانية خط سكة حديد الحجاز ، بحث السلطان عبدالحميد عن أعظم مهندس في السكك الحديدية في وقته وهو الألماني مايسنر. 

كان عدد الحجاج والمعتمرين من الأناضول قبل القطار حوالي ١٠آلاف حاج ومعتمر كل سنة وبعد إفتتاح سكة حديد الحجاز تضاعف عددهم ووصل إلى أكثر من ٣٠٠ ألف حاج ومعتمر من الأناضول فقط، مما جلب الفائدة الاقتصادية لأهل المدينة. 

لقد واجه المشروع عوائق كثيرة صعبت العمل لأجله أهمها ندرة الماء وذلك بسبب أنه يمر بصحراء شاسعة واستطاع السلطان التغلب على هذا العائق ببناء الصهاريج كل مسافة ٥٠كم إلى٧٠كم ، لكن هذا الحل لم يستمر لفترة طويلة بسبب هجمات القبائل البدوية عليهم، حيث رفض فكرة المشروع جميع أمراء القبائل ذلك بسبب إن أهل البدو يرون أنهم ملوك الصحراء حيث يستفيدون بتجارتهم من الحجاج وظنوا أن هذا المشروع يهدد تجارتهم وقوتهم وأن الحجاج سيستغنون عنهم. 

أرسل السلطان عبدالحميد قوات عسكرية تحمي العاملين على السكة وأرسل وفد للتفاهم مع مشائخ القبائل، حل السلطان هذه المشكلة وأمر بتعويض أمراء و مشائخ القبائل بمبالغ مالية ، تغلب السلطان عبدالحميد بقوته وذكائه على كل المصاعب إلى أن اُستُئنف العمل في خط سكة حديد الحجاز. 

بدأ القطار أول رحلاته عام ١٩٠٨ م من دمشق مروراً بعمان و وصولاً إلى تبوك ثم مدائن صالح و نهايةً بالمدينة المنورة بطول ١٣٢٠ كم وظل القطار يعمل ٩ أعوام حتى سكتت صفارته عام ١٩١٧ بعد أن بدأ الجيش التركي بإستخدام القطار في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى اندلاع الصراع في المنطقة وقيام الثورة العربية الكبرى.

 هاجم الضابط الإنجليزي المعروف بـ'لورنس العرب' و بعض القبائل العربية السكة الحديدية و تعرضت للتخريب أثناء المقاومة وسقوط الدولة العثمانية بعدالحرب و أصبح معظم خط السكة الحديدية متهالك نتيجة الإهمال. 

مؤخراً تم تأهيل وتحويل بعض محطات الخط إلى متاحف ، والذي يعد أبرز هذه المتاحف ( متحف سكة حديد الحجاز) في المدينة المنورة.