18 May
18May

تحرير حنان الجهني



أول مسجد أُسس على التقوى هو مسجد نبينا الكريم ولاشك ان له هذه المكانة العظيمة في قلب كل مسلم فهو من المساجد التي لاتشد الرحال إلا  لها ، وفيه روضة أخبر عنها رسولنا الكريم انه روضة من رياض الجنة حيث قال صلى صلى الله عليه وسلم:" ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي"

 وقد بناه رسولنا الكريم بيده الشريفة وشاركه ايضا أصحابه رضوان الله عليهم.

كان اول قرار اتخذه الرسول صلي الله عليه وسلم عند وصوله للمدينة هو بناء المسجد النبوي بمنطقة المدينة القديمة وقصة اختيار المكان الذي بُني عليه المسجد انه حين اتى النبي للمدينة على ناقته أصبحت تسير بين الناس وكل قبيلة كانت تدعوه للمكوث عندها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها مأمورة" حتى بركت بموقع المسجد الان وتم بناءه في السنة الأولى للهجرة،

 كانت مواد البناء حينها مكونة من الطين والحجارة وجذوع النخل واغصانها، بدأ الصحابة بالبناء وشاركهم النبي فكان أساس المسجد من الحجارة ثم وضعوا السواري من جذوع النخل بارتفاع مترين تقريبا ، وسقف المسجد من الجريد "اغصان النخل " واستمر البناء ١٢ يوماً وله ثلاث أبواب شرقي وغربي وجنوبي اما الشمال فكان اتجاه القبلة حينها للمسجد الأقصى . وفي عام ٢ ه أتى الامر الإلهي بتغيير القبلة من المسجد الاقصى للكعبة المشرفة فسُد الباب الخلفي وفُتح الباب الشمالي .

بقي المسجد النبوي في عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه كما كان في زمن النبي صلي الله عليه وسلم لم يتغير لانشغاله رضى الله عنه  في حروب المرتدين والخلافة. اما في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه عام ١٧ ه شَعر المسلمون بضيق المسجد وذلك لزيادة توافد المسلمين واتساع رقعة الدولة بسبب الفتوحات فأمر بالتوسعة فزاد من جهة الشمال ١٥ متراً وزاد من الغرب ١٠ أمتار ولم يزد من المشرق شيئا.

تم توسيع المسجد النبوي وتجديده بشكل كبير بعهد الدولة الاموية ومن أبرز هذه التوسعات وكان أول من بدأ في توسيع المسجد هو الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام ٨٧ ه  وكان والي المدينة حينها عمر بن عبد العزيز فأمره الوليد بالتوسعة، وتميزت هذه التوسعة ببناء أربعة مآذن للمسجد ومحراب مجوف وزخرفة الجدران بالرخام والذهب وبناء سقفين للمسجد وفُتح للمسجد عشرين باباً .

اما بالدولة العباسية فكان من أبرز التوسعات هي في عهد الخليفة العباسي المهدي أبو جعفر ، فحين زار المدينة المنورة أمر بالتوسعة عام ١٦١ه وتشابهه زخرفة المسجد النبوي مع توسعة الوليد بن عبد الملك لكنه أجرى تعديل على المنارتين الشماليتين فجعلها أشبه بالأبراج الصغيرة ، وزاد عدد الأبواب عن عشرين باباً.

عمارة المسجد النبوي في الدولة المملوكية شهدت العديد من التطورات ، وقدمت الدولة العديد من التعديلات والإضافات على المسجد النبوي خلال فترة حكمها. من أبرز التوسعات بزمن الدولة المملوكية هي علي يد الظاهر بيبرس عام ٦٤٨ه فقام بتوسيع المسجد النبوي وإضافة المزيد من المساحات للصلاة

أبرز التوسعات في العهد العثماني هي توسعة السلطان عبد المجيد عام ١٢٥٦هـ لحاجة المسجد حينها للتوسعة والتجديد فأعادوا بنا الجدار القبلي ووسعوا القبة من اعلاها ثم قاموا بنحت الحجر الأحمر ووضعوه باعلي القبة ،وزينوا السقوف بنقوش نباتية وبعض سور القران الكريم ، وأصبحت أرضية المسجد كلها من الرخام ،وتم تذهيب وزخرفة المحراب النبوي والمنبر.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة