تحرير يارا الحربي
في سنة 1357هـ زار الملك عبدالعزيز - رحمه الله - المسجد النبوي فتفقد المسجد من الداخل والخارج , و رأى أنه بحاجة للتوسعة على أسس حديثة وان ذلك يتطلب إزالة الدور المحيطة بالمسجد من جهاته الثلاث : الشرقية والغربية والشمالية خدمة للإسلام والمسلمين وذلك لما راه من ضيق المسجد بالمصلين ،
أمر كهذا اقلق الملك عبد العزيز رحمه الله , فأصدر في الثاني عشر من شهر شعبان عام 1368هـ بياناً للأمة الإسلامية يبشرهم فيه بالقيام بتوسعة الحرمين الشريفين بداء بالمسجد النبوي
فبعدها أخذ الأميران سعود وفيصل باستدعاء الخبراء في فن العمارة الإسلامية الحديثة , وأوكل إليهم الأمر في عمل التصاميم اللازمة لتوسعة المسجد النبوي وعمارته , وتأسس لذلك مكتب خاص تحت اسم (مكتب مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف) يرأسه الشيخ محمد بن لادن ،
بدأت الاستعدادات لوضع حجر الأساس لمشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وفي العام نفسه بدئ في صب القواعد الحديدية بالخرسانة والاسمنت واستخدمت في ذلك أحدث المعدات الخاصة بصب الأسمنت والخرسانة , وهذه أول مرة يتم فيها بناء مسجد رسول الله بالأسمنت والحديد وعلى قواعد عميقة .
بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله تولى ابنه الملك سعود مشروع التوسعة للمسجد النبوي وليحظه الملك سعود بشرف الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام , قام ببناء أربع حجرات من الرخام في إحدى زوايا الجدار الغربي للمسجد النبوي وبعد فترة رأى الملك فيصل انه يجب القيام بتوسعة ثانية للمسجد النبوي , فتم ازالة المباني والمتاجر وتم تعويض أصحابها, وجعلها ساحة كبيرة أمام المسجد , فبعدها تم رصف الأرض للتوسعة الجديدة , وعمل مظلات عليها مزودة بمراوح كهربائية وسماعات لسماع الإمام و لتقي المصلين من حرارة الشمس.
أن مجموع التوسعات الثلاث التي تمت في عهد الملك فيصل وخالد - رحمهما الله- بلغت حوال (83,550) متر مربع , وان هذه التوسعات أبرزت موقع المسجد النبوي وسهلت حركة الوصول اليه